اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) عند البالغين: علامات خفية لا يعرفها الكثيرون
✍ بقلم: أيمن غانم
مقدمة
يُعد اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) من الاضطرابات التي لطالما ارتبطت بفترة الطفولة، إلا أن العديد من البالغين يعانون منه دون أن يدركوا أن أعراضهم قد تكون نتيجة لهذا الاضطراب. تتنوع أعراض ADHD عند البالغين، وقد تظهر بشكل خفي مقارنةً بالأطفال، مما يجعل تشخيصه وتحديده أمرًا معقدًا. سنتناول في هذا المقال تعريف ADHD عند البالغين، ونستعرض أبرز العلامات الخفية التي قد لا يعرفها الكثيرون، بالإضافة إلى أثر هذا الاضطراب على الحياة العملية والشخصية واستراتيجيات التعايش معه.
1. ما هو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند البالغين؟
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه (ADHD) هو حالة عصبية تؤثر على القدرة على التركيز وتنظيم السلوك. عند البالغين، قد لا يظهر الاضطراب بنفس الشكل الذي يُلاحظ عند الأطفال؛ إذ يميل إلى الظهور على شكل صعوبات في تنظيم الوقت، وإدارة المهام، واتخاذ القرارات، مما يؤثر سلبًا على الأداء المهني والعلاقات الشخصية.
المصدر: منظمة الصحة العالمية (WHO) – Mental Health
2. العلامات الخفية لاضطراب ADHD عند البالغين
أ. صعوبات التركيز والتشتت الذهني
- يجد البالغون المصابون بـ ADHD صعوبة في الحفاظ على التركيز لفترات طويلة أثناء العمل أو الدراسة، مما يؤدي إلى شعور دائم بالتشتت.
- قد ينتابهم شعور متكرر بفقدان الأفكار وسط إنجاز المهام.
ب. إدارة الوقت غير الفعالة
- يميل المصابون إلى التأجيل والتسويف، مما يجعل إدارة الوقت تحديًا مستمرًا.
- قد يشعرون بأن الوقت يمر بسرعة دون إنجاز المهام المطلوبة، مما يسبب توترًا وإحباطًا.
ج. الاندفاع وعدم القدرة على التخطيط
- تصرفات اندفاعية تظهر في اتخاذ قرارات سريعة دون التفكير الكافي في العواقب.
- يجدون صعوبة في التخطيط للمستقبل وإعداد أولويات واضحة، مما يؤثر على حياتهم الشخصية والمهنية.
د. الشعور المستمر بالتوتر والقلق
- بسبب التحديات اليومية في تنظيم الحياة، غالبًا ما يعاني البالغون المصابون بـ ADHD من مستويات عالية من القلق والتوتر.
- يؤدي ذلك إلى تأثير سلبي على الصحة العامة والنفسية.
هـ. صعوبة في التنظيم
- مشاكل تنظيمية تظهر في الحفاظ على بيئة عمل مرتبة وتنظيم الأوراق والمواعيد.
- يمكن أن تؤدي هذه الصعوبات إلى فقدان المعلومات المهمة وتراجع الأداء العملي.
المصدر: Mayo Clinic – ADHD in Adults
3. أثر اضطراب ADHD على الحياة الشخصية والمهنية
- في العمل: يؤدي اضطراب ADHD إلى صعوبات في إدارة المهام، الالتزام بالمواعيد النهائية، والتعامل مع الضغوط، مما قد يؤثر على الأداء الوظيفي والفرص المهنية.
- في العلاقات الشخصية: قد يؤدي الشعور بالتشتت والاندفاع إلى صعوبات في التواصل وبناء علاقات مستقرة، بالإضافة إلى التأثير على الثقة والاعتماد المتبادل.
- على الصحة النفسية: يعاني المصابون من مستويات مرتفعة من التوتر والقلق، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالاكتئاب ومشكلات الصحة النفسية الأخرى.
المصدر: الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) – ADHD in Adults
4. استراتيجيات التعافي وإدارة اضطراب ADHD
أ. العلاج النفسي والسلوكي
- يُعتبر العلاج المعرفي السلوكي (CBT) من الأدوات الفعالة لتعلم كيفية التعامل مع أعراض ADHD من خلال إعادة تنظيم الأفكار والسلوكيات.
- جلسات التدريب على مهارات التنظيم وإدارة الوقت تساعد المصابين على تحسين الأداء اليومي.
ب. العلاج الدوائي
- قد يُوصي الطبيب باستخدام أدوية مثل المنشطات لتحسين التركيز وتنظيم السلوك.
- يجب متابعة العلاج تحت إشراف طبي متخصص لتعديل الجرعات حسب الحاجة.
ج. تطوير استراتيجيات شخصية
- تدوين اليوميات: يساعد تدوين المهام والأفكار في تنظيم الوقت وتحسين التركيز.
- استخدام التقنيات الرقمية: تطبيقات إدارة الوقت والتذكير تساعد على الالتزام بالمواعيد والمهام.
- المشاركة في مجموعات الدعم: يمكن لمشاركة التجارب مع الآخرين الذين يواجهون نفس التحديات أن توفر الدعم النفسي والمعنوي.
المصدر: MedlinePlus – Adult ADHD
خاتمة
اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه عند البالغين قد يظل غير مُلاحظ لبعض الوقت بسبب علاماته الخفية، لكنه يؤثر بشكل كبير على الأداء المهني والعلاقات الشخصية والصحة النفسية. التعرف المبكر على هذه الأعراض واتباع استراتيجيات علاجية مناسبة يمكن أن يساعد في إدارة الاضطراب وتحسين جودة الحياة. البحث عن الدعم النفسي والمهني يُعد خطوة حاسمة نحو التعافي وإعادة بناء الذات بشكل فعّال.
المراجع والمصادر
- منظمة الصحة العالمية (WHO) – Mental Health
- Mayo Clinic – ADHD in Adults
- الجمعية الأمريكية للطب النفسي (APA) – ADHD in Adults
- MedlinePlus – Adult ADHD