تأثير السوشيال ميديا على الصحة النفسية: بين الإدمان والاكتئاب

 تأثير السوشيال ميديا على الصحة النفسية: بين الإدمان والاكتئاب

✍ بقلم: أيمن غانم

مقدمة

أصبح استخدام وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومع ازدياد الوقت الذي نقضيه على هذه المنصات، برزت آثارها النفسية المتعددة. ففي حين تتيح السوشيال ميديا فرصًا للتواصل والمشاركة والإلهام، فإن استخدامها المفرط يمكن أن يؤدي إلى الإدمان والاكتئاب، مما يؤثر سلبًا على الصحة النفسية والعلاقات الشخصية.

أيمن غانم يوضح تأثير السوشيال ميديا على الصحة النفسية: بين الإدمان والاكتئاب


1. الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي

ما هو الإدمان على السوشيال ميديا؟

الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي هو حالة يتسم فيها المستخدم بالحاجة الماسة لاستخدامها بشكل متكرر، حتى وإن أثرت على حياته اليومية. تتجلى العلامات في:

  • الإفراط في التحقق من الحسابات: الشعور بالحاجة المستمرة لتحديث الحالة والرد على الإشعارات.
  • تأثيرها على النوم والإنتاجية: استخدام الهاتف لفترات طويلة يؤثر على نوعية النوم وتركيز الشخص خلال النهار.
  • العزلة الاجتماعية: بالرغم من التواصل الافتراضي، قد يشعر المستخدم بالوحدة والعزلة عند الاعتماد المفرط على التفاعل الرقمي.

المصدر: منظمة الصحة العالمية (WHO) – Mental Health: Strengthening Our Response


2. الصلة بين السوشيال ميديا والاكتئاب

كيف تؤدي السوشيال ميديا إلى الاكتئاب؟

تشير الأبحاث إلى أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يساهم في ظهور أعراض الاكتئاب، وذلك من خلال عدة آليات:

  • المقارنة الاجتماعية: يؤدي رؤية صور وحيات الآخرين المبهرة إلى شعور بالنقص والغيرة، مما يؤثر سلبًا على تقدير الذات.
  • العزلة وعدم التواصل الحقيقي: بالرغم من وجود عدد كبير من المتابعين، قد يشعر المستخدم بالوحدة وعدم التفاعل الوجهي الحقيقي.
  • الإفراط في التعرض للمحتوى السلبي: تنتشر الأخبار السلبية والتعليقات المحبطة، مما يُثقل كاهل المستخدمين نفسيًا.

المصدر: Psychology Today – Social Media and Depression


3. العوامل المؤثرة في العلاقة بين السوشيال ميديا والصحة النفسية

أ. العوامل البيئية والشخصية

  • المستوى الفردي: تختلف استجابة الأفراد لاستخدام السوشيال ميديا بناءً على شخصياتهم ومستوى مرونتهم النفسية.
  • المحتوى المُستهلك: يؤثر نوع المحتوى، سواء كان إبداعيًا أو سلبيًا، في كيفية تفاعل المستخدم مع المنصة.

ب. تأثير الضغط الاجتماعي والثقافي

  • ظاهرة FOMO: "الخوف من تفويت الفرصة" يدفع المستخدمين للبقاء متصلين باستمرار حتى لا يفوتوا آخر الأخبار والمستجدات.
  • التعرض للتنمر الإلكتروني: يمكن أن يؤدي التنمر الإلكتروني إلى زيادة مشاعر القلق والاكتئاب لدى المستخدمين.

4. استراتيجيات إدارة الاستخدام وتعزيز الصحة النفسية

أ. تبني فترات "ديتокс" رقمية

  • تحديد أوقات محددة لاستخدام السوشيال ميديا يمكن أن يساعد في تقليل الإدمان وتحسين جودة النوم والإنتاجية.

ب. تنمية مهارات التواصل الواقعي

  • تشجيع اللقاءات الشخصية والنشاطات الاجتماعية خارج العالم الرقمي يُعزز من العلاقات الحقيقية ويدعم الصحة النفسية.

ج. استخدام التقنيات الذكية لإدارة الوقت

  • الاستعانة بتطبيقات مراقبة الوقت وتنظيم المهام يساعد المستخدم على التحكم في مدة الاستخدام وتحديد الأولويات.

د. البحث عن الدعم النفسي

  • في حالة الشعور بالاكتئاب أو القلق نتيجة الاستخدام المفرط، يُنصح باللجوء إلى المتخصصين في الصحة النفسية.

المصدر: MedlinePlus – Social Media Addiction and Depression


خاتمة

تأثير السوشيال ميديا على الصحة النفسية يتراوح بين الإدمان والاكتئاب، حيث يُمكن أن تصبح هذه المنصات سلاحًا ذا حدين. من المهم تحقيق توازن بين الاستفادة من فوائدها والحد من تأثيراتها السلبية، وذلك عبر تبني استراتيجيات عملية لإدارة الوقت، تعزيز التواصل الواقعي، والبحث عن الدعم النفسي عند الحاجة. بالوعي والتدريب المناسب، يمكن للفرد استعادة توازنه النفسي وتحقيق استخدام صحي ومفيد لوسائل التواصل الاجتماعي.


المراجع والمصادر

  1. منظمة الصحة العالمية (WHO) – Mental Health: Strengthening Our Response
  2. Psychology Today – Social Media and Depression
  3. MedlinePlus – Social Media Addiction and Depression


أحدث أقدم

نموذج الاتصال