هل الخدمة الاجتماعية مهنة مُجهدة؟ نصائح للوقاية من الإرهاق الوظيفي (Burnout)

هل الخدمة الاجتماعية مهنة مُجهدة؟ نصائح للوقاية من الإرهاق الوظيفي (Burnout)

بقلم: أيمن غانم

مقدمة

تُعتبر مهنة الخدمة الاجتماعية من المهن النبيلة التي تتطلب تفاعلاً مستمراً مع الأفراد والمجتمعات لحل المشكلات وتعزيز الرفاهية. ومع ذلك، فإن هذا التفاعل المستمر قد يؤدي إلى ضغوط نفسية وجسدية، مما يزيد من احتمالية تعرض الأخصائيين الاجتماعيين للإرهاق الوظيفي (Burnout). في هذا المقال، سنستعرض مفهوم الإرهاق الوظيفي، أسبابه، مراحله، وكيفية الوقاية منه، مع التركيز على ممارسي مهنة الخدمة الاجتماعية.

ايمن غانم يوضح هل الخدمة الاجتماعية مهنة مُجهدة؟ نصائح للوقاية من الإرهاق الوظيفي (Burnout)


ما هو الإرهاق الوظيفي؟

الإرهاق الوظيفي هو حالة من الإجهاد العاطفي والجسدي الناتج عن الضغوط المستمرة في العمل، مما يؤدي إلى شعور الموظف بالإرهاق وفقدان الحافز. يمكن أن يصيب أي شخص في أي مجال عمل، ولكنه يتزايد بشكل خاص في الوظائف التي تتطلب تفاعلاً مكثفاً مع الآخرين أو في بيئات العمل التي تشهد ضغوطاً مستمرة.

يتجسد الإرهاق الوظيفي في ثلاثة جوانب رئيسية:

  1. الإرهاق العاطفي والجسدي: الشعور بالتعب المستمر وفقدان الطاقة.
  2. انخفاض الإنجاز الشخصي: الشعور بعدم الكفاءة وانخفاض الأداء.
  3. التبلد أو الانفصال عن العمل: تطوير مواقف سلبية أو مشاعر انفصال تجاه العمل.

أسباب الإرهاق الوظيفي في مهنة الخدمة الاجتماعية

تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى الإرهاق الوظيفي لدى الأخصائيين الاجتماعيين، ومن أبرزها:

  • ضغط العمل المفرط: التعامل مع حالات معقدة ومؤلمة بشكل يومي.
  • الافتقار للتقدير والمكافآت: عدم الحصول على التقدير المناسب للجهود المبذولة.
  • التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية: صعوبة الفصل بين المشكلات المهنية والحياة الخاصة.
  • غموض الأدوار والمسؤوليات: عدم وضوح التوقعات والمهام المطلوبة.
  • قلة السيطرة على العمل: الشعور بعدم القدرة على التحكم في بيئة العمل أو القرارات المهنية.

مراحل الإرهاق الوظيفي

يمر الإرهاق الوظيفي بعدة مراحل، منها:

  1. الطموح المفرط: بذل جهود كبيرة لإثبات الذات في العمل.
  2. إهمال الاحتياجات الشخصية: تجاهل الراحة، والتغذية السليمة، والأنشطة الترفيهية.
  3. النزوح بسبب الصراع: إلقاء اللوم على الزملاء أو النظام الوظيفي.
  4. التغيرات السلوكية: ظهور سلوكيات سلبية مثل الانعزال أو التهيج.
  5. الانهيار: الوصول إلى مرحلة من الإرهاق الشديد تتطلب تدخلاً مهنياً.

نصائح للوقاية من الإرهاق الوظيفي

للحفاظ على الصحة النفسية والجسدية، يُنصح الأخصائيون الاجتماعيون باتباع الاستراتيجيات التالية:

  1. تحديد حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية:

    • تجنب نقل مشكلات العمل إلى المنزل.
    • تخصيص وقت للراحة والأنشطة الترفيهية.
  2. ممارسة تقنيات الاسترخاء:

    • مثل التأمل، واليوغا، والتمارين التنفسية.
    • تساعد هذه التقنيات في تقليل التوتر وتحسين المزاج.
  3. الحصول على دعم اجتماعي:

    • التواصل مع الزملاء، والأصدقاء، والعائلة لمشاركة المشاعر والتجارب.
    • الانضمام إلى مجموعات دعم مهنية.
  4. تطوير مهارات إدارة الوقت:

    • تنظيم المهام وتحديد الأولويات لتجنب الشعور بالضغط.
    • تخصيص فترات راحة منتظمة خلال ساعات العمل.
  5. الاهتمام بالصحة الجسدية:

    • ممارسة الرياضة بانتظام.
    • اتباع نظام غذائي متوازن.
    • الحصول على قسط كافٍ من النوم.
  6. طلب المساعدة المهنية عند الحاجة:

    • استشارة مختصين في الصحة النفسية عند الشعور بإرهاق مستمر.
    • المشاركة في برامج التدريب والتطوير المهني لتعزيز المهارات والقدرات.

خاتمة

بينما تُعتبر مهنة الخدمة الاجتماعية مليئة بالتحديات، فإن الوعي بمخاطر الإرهاق الوظيفي واتخاذ الخطوات الوقائية المناسبة يمكن أن يساهم في الحفاظ على رفاهية الأخصائيين الاجتماعيين. من خلال تبني استراتيجيات فعّالة لإدارة الضغوط والاهتمام بالصحة النفسية والجسدية، يمكن للأخصائيين تقديم أفضل دعم للمجتمعات التي يخدمونها مع الحفاظ على توازنهم الشخصي والمهني.


المراجع والمصادر

  1. مستشفيات أبولوالإرهاق الوظيفي: المراحل والعلامات والأسباب والعلاج
  2. اليوم السابع – [أعراض الإرهاق الوظيفي وطرق نفسية وص

أحدث أقدم

نموذج الاتصال