أيمن غانم: المرشد التربوي – إشراقة أمل ورحلة بناء الإنسانية

 من قلب التحديات إلى عناق الأمل: رحلة المرشد التربوي

في الخامس والعشرين من فبراير،  نحتفي بالمرشدين التربويين رغم كل الظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب الفلسطيني، أولئك الذين لم يكونوا مجرد معلمين أو مُوجِّهين، بل سفراء للإنسانية وصُنّاع للغد. يقف هؤلاء كجسور تربط بين الحلم والواقع، بين التحدي والانتصار، مقدمين رسالة إنسانية تلامس الروح قبل العقل وتحوّل العملية التعليمية إلى فنّ رفيع.

أيمن غانم، الكاتب والباحث التربوي، يُلقي كلمة شكر بمناسبة اليوم العالمي للمرشدين التربويين، معبرًا عن الدور المحوري الذي يلعبونه في صياغة مستقبلٍ مشرقٍ للأجيال.

دور المرشد التربوي: بين الإلهام والتغيير

في عالم يتسابق فيه الزمن وتتعدد التحديات، يظهر المرشد التربوي كقوة خفية تُعيد صياغة مسارات الحياة وتبث روح التفاؤل. فهو:

  • حارس الأحلام: يستمع بعناية لكل همسة، ويكشف الإمكانات الكامنة في عيون الطلاب التي قد لا يراها أحد.
  • نحات الشخصيات: يستخدم أدوات الصبر والحكمة ليشكل مستقبل كل طالب، معلّماً إياه أن الفشل ليس نهاية الطريق بل مرحلة نحو النجاح.
  • الملاذ الآمن: حين تتعثر خطوات الطلبة، يكون هو السند الذي يستندون إليه، واليد الدافئة التي تمدهم بالأمل والعزيمة.


رسالة لا تُقاس بالزمن أو الجهد

المرشد التربوي لا يُقيد عمله بساعات الدوام؛ بل يعمل بقلب مفتوح وروح مخلصة:

  • صُنّاع المعجزات الصامتة: خلف جدران المكتبات والفصول الدراسية تُكتب قصص نجاح قد لا تُعلن في عناوين الصحف، لكنها تُحدث تغييراً حقيقياً في مصائر الشباب.
  • حاملو الأعباء غير المرئية: يتقاسمون هموم ومشاكل مئات الطلبة، مقدمين الدعم النفسي والمعنوي ليعيدوا بناء ثقتهم بأنفسهم.
  • أبطال الخدمة الإنسانية: يُكرّمون بأسمائهم قصص التضحية والإخلاص، وهم من يُضيئون دروب المستقبل بإصرارٍ لا يلين.

لماذا يُعد المرشد التربوي رمزاً للأمل؟

لأنه يفعل ما لا تستطيع المناهج والكتب:
  • يعيد تعريف النجاح: لا يُقاس النجاح بالدرجات فقط، بل بتكوين إنسان قادر على مواجهة تحديات الحياة بثقة.
  • يحيل اليأس إلى إرادة: بكلمة تشجيع أو نصيحة حكيمة، يُعيد للطالب شغف المحاولة ويمنحه القوة للمضي قدماً.
  • يُرسِم النظام في الفوضى: في زمن تسوده الضغوط والشكوك، يكون هو البوصلة التي تقود الطلبة نحو برّ الأمان.

تحية تقدير وإجلال

نتوجه اليوم بكلمات الشكر والامتنان لكل مرشد تربوي قرر أن يكون جزءاً من رحلة التغيير والإلهام:

  • شكراً لكم لأنكم تبنون المستقبل بكلمة صادقة وعمل دؤوب.
  • شكراً لكم على زرع الثقة في قلوب الطلاب، حتى في أحلك الظروف.
  • شكراً لكم على تحويل المدارس إلى بيوت احتضان إنسانية، حيث لا يُدرس العلم فحسب، بل تُبنى الأرواح.

في هذا اليوم الخاص، نتذكر أن أعظم البصمات ليست تلك المنقوشة على الجدران، بل تلك التي تُترك في قلوب البشر. أنتم، أيها المرشدون، تستحقون الاحتفاء والتقدير ليس بيوم واحد، بل بكل لحظة تُضيئون فيها درب الأجيال.


الخاتمة:

كاد المرشد أن يكون ملاكاً، فهو يرى في  كل طالب ملاكًا لم تُكسر أجنحته. كل عام وأنتم تُعيدون للأمل بريقه وللتعليم روحه.

الكاتب: أيمن غانم

أحدث أقدم

نموذج الاتصال