مفهوم الخدمة الاجتماعية وأهدافها
بقلم أيمن غانم
ما هي الخدمة الاجتماعية؟
الخدمة الاجتماعية من أهم المهن الإنسانية، حيث تهدف إلى تقديم المساعدات والدعم للأفراد والمجتمعات لتحسين جودة حياتهم. تعتمد هذه المهنة على أسس معرفية وأخلاقية واضحة، وتُدرّس في العديد من المعاهد والجامعات لضمان تأهيل العاملين فيها علميًا ومهنيًا.
تنافس الخدمة الاجتماعية غيرها من المهن في الأهمية والتطور، فهي لا تقتصر على تقديم المساعدات فحسب، بل تسعى لمعالجة القضايا الاجتماعية وفق منهج علمي مدروس، بما يحقق التغيير الإيجابي في المجتمع [1].
ما هو تعريف الخدمة الاجتماعية؟
اهتم الباحثون والعاملون في مجال حقوق الإنسان بتعريف الخدمة الاجتماعية بطرق مختلفة، ومن أبرز هذه التعريفات:
- الخدمة الاجتماعية هي مهنة تهدف إلى مساعدة الأفراد والجماعات على تحقيق أقصى استفادة من إمكانياتهم وقدراتهم، وتمكينهم من التفاعل الاجتماعي بصورة إيجابية [2].
- ستروب عرّف الخدمة الاجتماعية بأنها "الفن الذي يُستخدم لإيصال الموارد اللازمة للأفراد والجماعات لسد احتياجاتهم".
- سبيرون وصفها بأنها "مهنة تهدف إلى وقاية الناس من المشكلات الاجتماعية وتطوير أدائهم لوظائفهم اليومية".
- كراوس أكد على دور الخدمة الاجتماعية المباشر في تحسين صحة ورفاهية الأفراد والأسر.
- دونالد هوارد أوضح أن الخدمة الاجتماعية تركز على تحسين الظروف المعيشية والمادية والعقلية للأفراد.
- كاسيدي اعتبر الخدمات الاجتماعية أنشطة منظمة تهتم بحماية وصيانة وتحسين الموارد الإنسانية [3].
ما هو دور الخدمة الاجتماعية في المجتمع؟
تعمل الخدمة الاجتماعية على تحسين حياة الأفراد والمجتمعات من خلال:
- مساعدة الأفراد والجماعات في التغلب على الصعوبات الاجتماعية وتحقيق التكيف مع البيئة.
- تحسين المستوى الاقتصادي والاجتماعي عبر تطوير برامج الدعم الاجتماعي [4].
- خلق فرص عمل وتقليل معدلات البطالة من خلال برامج التأهيل والتدريب المهني.
- الدفاع عن الفئات الضعيفة والمطالبة بحقوقهم عبر التشريعات والسياسات الاجتماعية.
- تعزيز الصحة النفسية والجسدية للأفراد من خلال تقديم الدعم النفسي والاستشارات الاجتماعية.
ما هي أهداف الخدمة الاجتماعية؟
حتى تحقق الخدمة الاجتماعية رسالتها، فإنها تسعى إلى تحقيق مجموعة من الأهداف، منها:
1. تحقيق الرفاه الاجتماعي للأفراد والمجتمعات
تسعى الخدمة الاجتماعية إلى تحسين الظروف المعيشية للأفراد وتوفير بيئة داعمة لهم تُمكنهم من العيش بكرامة [1].
2. توفير الحاجات الأساسية
تشمل هذه الحاجات الغذاء، السكن، التعليم، والرعاية الصحية، مما يساعد على تحقيق الاستقرار للأفراد والمجتمعات [2].
3. تعزيز الصحة النفسية والجسدية
تعمل الخدمة الاجتماعية على تقديم استشارات نفسية، وبرامج دعم للأفراد الذين يعانون من مشكلات نفسية واجتماعية [3].
4. تحقيق العدالة الاجتماعية
تساعد في تقليل الفجوة بين الفئات الاجتماعية المختلفة من خلال دعم الفئات المحرومة والمهمشة [4].
5. تمكين الأفراد والجماعات
تسعى الخدمة الاجتماعية إلى تمكين الأفراد ليصبحوا أكثر قدرة على مواجهة التحديات الحياتية واتخاذ قرارات مستنيرة بشأن حياتهم.
كيف تتطور الخدمة الاجتماعية؟
- استخدام التكنولوجيا الرقمية في تقديم الخدمات الاجتماعية عن بُعد.
- تطوير برامج التأهيل والتدريب لرفع كفاءة الأخصائيين الاجتماعيين [1].
- إطلاق مبادرات حكومية ومجتمعية لدعم الفئات المحتاجة.
- التوسع في السياسات الاجتماعية التي تضمن حقوق الأفراد وتحسين ظروفهم المعيشية [2].
خاتمة
الخدمة الاجتماعية ليست مجرد مهنة، بل هي رسالة إنسانية تهدف إلى تحقيق التوازن الاجتماعي وتحسين جودة الحياة للأفراد والمجتمعات. من خلال التطوير المستمر لآلياتها، تظل الخدمة الاجتماعية أداة فعالة لمواجهة التحديات وتحقيق العدالة الاجتماعية.
المراجع
- فاروق محمد العادلي (1981م)، "الرعاية الاجتماعية العمالية ومشكلاتها"، كلية الإنسانيات والعلوم الاجتماعية، العدد الرابع، صفحة 6 - 7، بتصرّف.
- محمد عبيد عياد الفهيدي (2012م)، تقييم دور الخدمة الاجتماعية الطبية (الطبعة الأولى)، الرياض: جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، صفحة 17، جزء 1، بتصرّف.
- عائض بن سعد الشهراني (2008م)، الخدمة الاجتماعية وظاهرة العنف الأسري (الطبعة الأولى)، السعودية: الجمعية السعودية لعلم الاجتماع، صفحة 6 - 7، جزء 1، بتصرّف.
- خليل إبراهيم عبد الرزاق (2016م)، "دور الخدمة الاجتماعية في التخفيف من حدة مشكلة العلاقات الاجتماعية للمسنين"، جامعة الأقصى، العدد الثاني، المجلد العشرين، صفحة 3، بتصرّف.